القلق من المشاعر البشرية التي تأتي إلينا كل يوم، بل وكل ساعة أيضًا، ولأسباب مختلف. ومن الطبيعي أن تستسلم للقلق في بعض الأحيان، الإنسان ليس منيعًا بالقدر الكافي للأسف؛ لكن يمكنه أن يصير كذلك ببعض الخدع والحيل والنصائح التي تتصدى للقلق وتعمل على تحويله من شيء، إلى شيء آخر تمامًا.
في مقال اليوم سنتحدث عن مجموعة نصائح لتلافي القلق وتحويله إلى شيء إيجابي إذا ساورك في يومٍ ما.
لا ترفع سقف توقعاتك
الناس يساورها القلق غالبًا من نتائج الأشياء.
مثلًا إذا قررت بدء مشروع معين وجمعت رأس المال وقمت بعمل دراسة الجدوى ووقعت الأوراق الرسمية وها نحن ذا نبدأ التجارة؛ سيساورك القلق من فشل المشروع وعدم جني الأرباح بسهولة وسرعة؛ إلخ. والحل ببساطة هو عدم توقع الربح الكبير بسرعة، وهذا لأن التجارات في الأساس تحتاج إلى عام على الأقل حتى تغطي مصروفاتها، ثم تبدأ في جني الربح فعلًا.
لا ترفع سقف توقعاتك بخصوص الأمور التي لا تستطيع التحكم في كافة متغيراتها؛ وقتها فقط ستنعم بالهدوء.
إقرأ ايضاً اطفالنا والتعليم في ظل جائحة كورونا
ضع ثقتك في أوراقك الرابحة
أي شيء يدفع القلق للتسرب إلى نفسك يمكن لك القضاء عليه في لحظتها فقط إذا اعتمدت على أوراقك الرابحة.
لنفترض أنك في العام الأخير من الجامعة، تريد أن تحصل على درجة عالية توفر لك وظيفة براتب جيد بعد التخرج، هنا سينهشك القلق بالتدريج في أيام الاختبارات حتى تجد نفسك مؤديًا بشكلٍ مأساويّ في النهاية، لتجد نفسك حاصلًا على درجات متدنية.
والحل؟
فقط حدد أوراقك الرابحة قبل بدء المذاكرة.
- هل تجيد الفهم بالاستماع؟ استمع إلى محاضرات مسجلة للمادة.
- هل تجيد الفهم بالكتابة؟ اكتب المعلومات مرة خلف مرة خلف مرة.
- هل تجيد الفهم بالنظر؟ اصنع خرائط ذهنية للمادة كلها وانظر إليها طويلًا.
ورقتك الرابحة هي ما تستطيع تنفيذه باحترافية وتذكر مفرداته عن ظهر قلب؛ فإذا وثقت في نفسك، انتهى القلق تمامًا!
تحدث إلى مَن تثق فيه عن القلق
القلق من الحياة بشكلٍ عام أمر طبيعي، كل يوم تظهر متغيرات جديدة على السطح ومواقف لم تكن تتوقعها على الإطلاق؛ فقط لتبثّ فيك المزيد والمزيد من القلق والحسرة والإحباط.
لكن صدقني، لا داعي لكتم كل هذا بداخلك، الأصدقاء موجودون لهدف يا عزيزي، فقط توجه إلى صديق تحب التحدث إليه، وصارحه بما يجيش في صدرك وتناقش معه بخصوص ما يقلقك. ربما يفيدك وربما لا، لكن المؤكد هو أنك ستشعر بانزياح صخرة كبيرة من على صدرك بمجرد التحدث إليه.
كما أن الذهاب إلى معالج نفسي ليس بالشيء الخاطئ أيضًا؛ اعلم أن القلق إذا لم يتم التعامل معه بإيجابية في البدايات، من المرجح أن يؤدي إلى اكتئاب، وهذا أمر لا نريد له أن يحدث.
لا تقارن نفسك بالآخرين
يقول البعض إن المقارنة بالآخرين تخفف من هذه المشاعر، فإذا كنت وضع حياتي سيء، يقولون لك انظر إلى مَن هم أسوأ منك حالًا لتشعر بالزهو تجاه نفسك. هذه الطريقة لا تنفع، لأنها لا تقتل القلق فعلًا ولا تخفف من وطأته عليك حتى.
ومن الناحية الأخرى إن مقارنة نفسك بمَن هم أفضل منك حالًا سيصيبك بالغضب والحسرة لأنك أسوأ (حسب نظرتك لنفسك).
في الحالتين، المقارنة بالآخرين لا تكون لها نتيجة إيجابية أبدًا.
الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به هو أنت، وأنت فقط. اليوم قارن نفسك بأمس، هل تحسنت؟ إذًا أنت تقوم بعمل رائع، إذا لم تتحسن، إذًا أنت تقوم بشيء خاطئ ويجب أن تغير من طريقة تعاملك مع المشاكل في حياتك.
القلق ليس وحشًا؛ بل حيوان أليف أهملته كثيرًا حتى بدأ يكشر عن أنيابه…
2 Responses